قال إريك تراجر، المحلل السياسي بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن النظام الجديد في مصر لا يمتلك استراتيجية تمكنه من احتضان واسترضاء الإسلاميين في مصر الذين لم يذوقوا طعم السلطة سوى مرة واحدة مما جعلهم رافضين للوضع الراهن. وأضاف في مقال بصحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن هناك العديد من القضايا الهامة لم يقم النظام الجديد بمعالجتها على رأسها النواحي الاقتصادية، خاصة وأنها فجرت شرارة الانطلاق لثورة 25 يناير، فلا توجد معلومات كافية للإجابة عن تدهور الاقتصاد المصري. وأضاف أن التوسع الحالي في النواحي التجارية يعد محاولة لتمهيد الطريق لعودة عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك مما يشير إلى وجود تحالفات تعاونت ضد نظام الرئيس المعزول محمد مرسى، خاصة وأن الجانب الأكبر منها كان من العائلات والقبائل الكبرى بدلتا النيل وصعيد مصر، تشكل أساس قاعدة النظام البائد التي حققت استفادة كبيرة من نهجه المعتمد على المحسوبية. ودلل بما قاله الصحفي عبد الله كمال، عضو لجنة السياسات بالحزب "الوطني" المنحل: "القبائل والعشائر تعد القوى التقليدية لنظام مبارك خاصة بعد تأييدها الفريق أحمد شفيق في انتخابات الرئاسية 2012، لذا دعمهم متوقع لوزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح للسيسي حال ترشحه للرئاسة". وأكد تراجر أن تلك الفئة مارست نفوذًا سياسيًا كبيرًا خلال حكم مبارك مكنهم من السيطرة على الدوائر الانتخابية الصغيرة لحصد أكبر نسبة في البرلمان. واعتبر أن تلك الآلية ستعيد تمكين هذه التكتلات القبلية القديمة، وأن هؤلاء "اللاعبين المؤثرين" داخل الدولة المصرية يضغطون حاليًا لعودة نظام من شأنه تقليص الدوائر الانتخابية إلى حد كبير ليتوافق مع خططهم للرجوع للساحة مرة أخرى. وقال رفعت القمصان المسؤول عن رسم الدوائر الانتخابية في مصر: "القبلية" بمناطق البلاد من أهم العوامل التي توضع في الاعتبار عند رسم الدوائر الانتخابية، وأنا أعلم جيدًا الوضع الجغرافي والاجتماعي بمصر، لذلك اقترحت خلال إحدى المناقشات اعتماد نظام الترشح الفردي، فالأنظمة الأخرى تعتمد على التوسع ونحن نريد نطاقات صغيرة".
المصدر : المصريون
0 التعليقات:
إرسال تعليق
ضع تعليق